استغاثة بحر




وهو يمشي على الطريق الساحلي .. شده المنظر .. أمواج هادئه لم يألفها من قبل ..
لم يصدق ما رآه فتح زجاج نافذته ليتأكد .. هبات نسيم عليله تداعب خده .. كان البحر
كأنه في حالة سبات إلا من بضع موجات ليشعرنا أن قلبه ما زال ينبض .. ركن سيارته
في الكورنيش .. خرج من سيارته مسرعاً وهو يجري نحوه .. لم يغلق سيارته حتى ..
بدءت الأمواج تتلاطم .. والموج يعلوا .. الريح أصبحت تعبث في الأرجاء .. كأنها تنذرُ بعاصفة
لم يشعر بكل التغير .. فصورة الهدوء الذي رآها مازالت هي السائدة .. وما يراه .
إقترب من الشاطيء كثيراً .. الموج يصفعه ليرديه أرضاً .. الصفعة تلوا الأخرى ..
.. حتى افاق من غيبوبته .. صفعة فيها بَرد واخرى لهب .. جميعا تردعه عن الساحل ..
اذهب أيها الوجع .. لا تلمسني اذهب .. حذاري ان تدوس قدماكِ رملي .. أو أن يبتل جسدك
بمائي .. أذهب فلم تبريء الطعنات التي غرزتها في جوفي .. حين احتضنك ذات مساء ..
لم يدع له البحر مجالاً للدفاع عن نفسه .. فهو المتهم الذي ثبتت إدانته ..
وقبل أن يذهب .. سقطت دمعه منه على التراب ..
كانت كفيلة بحفر اخدودٍ ناري على حدود الموج .. ذهب ولم يلتفت إلى الوراء ..
ذهب بعيداً ولم يعلم أنه من احدث في البحر غضب تسونامي ..


  قلم محمد الزين
يوم 2 رمضان 1435 ه

0 التعليقات:

إرسال تعليق